ورقة حقائق داء ألزهايمر
العربية | 简体中文 | English | Español
على هذه الصفحة:
- كيف يُؤثِّر داء ألزهايمر على الدماغ؟
- أعراض وعلامات داء ألزهايمر
- مراحل داء ألزهايمر
- ما أسباب داء ألزهايمر؟
- كيف يُشخص داء ألزهايمر؟
- كيف يُعالج داء ألزهايمر؟
- التجارُب السريريّة التي تدرس علاجات داء ألزهايمر
- دعم عائلات المُصابين بداء ألزهايمر والأشخاص الذين يعتنون بهم
داء ألزهايمر هو اضطراب دماغيّ يُدمِّر ببُطء الذاكرة ومهارات التفكير، وصولًا، في نهاية المطاف، إلى منع الشخص من أداء أبسط المهام. لدى غالبيّة الناس الذين يعيشون مع داء ألزهايمر، يبدأ ظهور الأعراض في مرحلة مُتأخِّرة من العُمر. تتراوح التقديرات حول العدد المُحتمل للمُصابين بهذا الداء في الولايات المُتحدة، ولكن الخُبراء يشيرون إلى أنه قد يزيد عن 6 ملايين شخصٍ غالبيتهم في عُمر 65 سنة أو أكثر.
يحتل داء ألزهايمر حاليًا المرتبة السابعة في قائمة مُسبِّبات الوفاة الأكثر شيوعًا في الولايات المُتحدة وهو أكثر أسباب الخَرَف شيوعًا بين البالغين كبار السنّ.
الخَرَف هو فُقدان الوظيفة المعرفيّة للمُخ (أي التفكير والذاكِرة والاستدلال) والقُدرات السلوكيّة بدرجة تُعرقِل قُدرة الشخص على القيام بفعاليات وأنشطة الحياة اليوميّة. تتراوح شِدّة الخَرَف، من المرحلة الخفيفة إذ هي البداية فقط في التأثير على أداء الشخص، إلى المرحلة الأشَدّ حيث يصبح الشخص مُعتمِدًا اعتمادًا كُليًا على مُساعدة الآخرين للقيام بأبسط أنشطة الحياة اليوميّة.
تختلف أسباب الخَرَف اعتمادًا على أنواع التغيُّرات الدماغيّة التي يتعرّض لها الشخص. تضُم أسباب الخَرَف الأُخرى: خَرَف أجسام ليوي (باللُغة الإنجليزيّة)، الاضطرابات الجبهيّة الصُدْغِيّة (باللُغة الإنجليزيّة)، و الخَرَف الوعائيّ (باللُغة الإنجليزيّة). من الشائع أن يكون الشخص مُصابًا بـ خَرَف مُختلَط (باللُغة الإنجليزيّة)، أي بخليط من نوعين أو أكثر من أنواع الخَرَف. على سبيل المِثال، قد يُصاب بعض الأشخاص بداء ألزهايمر والخَرَف الوعائيّ معًا.
سُمي داء ألزهايمر بهذا الاسم نسبة إلى الدكتور ألويس ألزهايمر. لاحظ الدكتور ألزهايمر عام 1906 وجود تغيُّرات في النسيج الدماغيّ لامرأة ماتت من مرض ذهنيّ غير مألوف. ضمّت الأعراض التي عانت منها فُقدانًا للذاكرة ومشاكل لُغويّة وسلوك لا يُمكن التنبُؤ به. ففحص دماغها بعدما ماتت ووجد تكتُّلات غير طبيعيّة (تُسمى الآن لويحات نشوانيّة amyloid plaques) وحُزيمات مُتشابكة من الألياف (تُسمى الآن تشابُكات ليفيّة عصبيّة neurofibrillary tangles أو تشابُكات تاو tau tangles).
لا تزال تلك اللويحات والتشابُكات تُمثِّل السمات الرئيسيّة لداء ألزهايمر. وإن إحدى السمات الأُخرى هي فُقدان الاتصال بين العُصبونات (الخلايا العصبية) في الدماغ. تنقل العصبونات رسائل بين أجزاء الدماغ المُختلفة ومن الدماغ إلى العضلات وأعضاء الجسم.
المُشاركة في تجارب سريريّة على داء ألزهايمر
قد يكون بمقدور الجميع المُشاركة في هذه التجارُب والدراسات، سواء كانوا من المُصابين بداء ألزهايمر أو بالخلل المعرفيّ الخفيف (MCI) أم من المُتطوّعين الأصحاء سواء كانت لديهم سوابق عائلية من الإصابة بداء ألزهايمر أم لا. يُمكن للمُشاركين في أبحاث داء ألزهايمر السريريّة أن يساعدوا العُلماء في معرفة طريقة تغيّر الدماغ مع التقدُّم الطبيعيّ في العُمر ولدى مرضى داء ألزهايمر.
هناك حاجة لمُشاركة الكثير من المُتطوعين في مئات التجارُب والدراسات السريريّة الحاليّة التي تُختبر فيها طُرُق تعميق فهمنا لداء ألزهايمر وتشخيصه وعلاجه واتقائه. يحتاج الباحثون لمُشاركين من الجنسين ومن أعمار وأعراق وإثنيات مُختلفة للتأكُّد من أن النتائج ذات مغزى لكثير من الناس. لمعرفة المزيد عن التجارُب السريريّة، شاهِد هذا الفيديو (باللُغة الإنجليزيّة) من المكتبة الطبيّة الوطنيّة التابعة لمعاهِد الصحة الوطنيّة (NIH).
يقود المعهد الوطنيّ للشيخوخة (NIA) جهود الحكومة الفدرالية لمكافحة داء ألزهايمر. تُجري مراكز أبحاث داء ألزهايمر (باللُغة الإنجليزيّة)، التي يُموِّلها المعهد الوطنيّ للشيخوخة والمُنتشرة في ربوع الولايات المُتحدة، نطاقًا واسعًا من الأبحاث، بما في ذلك التجارُب والدراسات التي تتناول أسباب هذا الداء وتشخيصه والتعامُل الطبيّ معه. كما يرعى المعهد الوطنيّ للشيخوخة إئتلاف تجارُب ألزهايمر السريريّة (باللُغة الإنجليزيّة)، والمُصَمَّمة لتعجيل وتوسيع أبحاث وعلاجات داء ألزهايمر وحالات الخَرَف المتعلقة به.
لمعرفة المزيد عن تجارُب ودراسات ألزهايمر السريريّة:
- حدّث مع أخصائي رعايتك الصحية عن الدراسات المحليّة التي قد تُلائمك.
- ابحث في أداة العثور على تجارُب ألزهايمر السريريّة (باللُغة الإنجليزيّة) لمعرفة الخيارات المُتاحة بالقُرب منك أو سجِّل نفسك لتتلقى تنبيهات عبر البريد الإلكترونيّ (باللُغة الإنجليزيّة) بخصوص التجارُب والدراسات الجديدة.
- سجِّل نفسك في خدمة السجِّل أو المُطابقة (باللُغة الإنجليزيّة) كي تُدعى للمُشاركة في التجارُب والدراسات.
- اتصل بأحد مراكز أبحاث داء ألزهايمر أو بعيادة ذاكرة أو عيادة أمراض عصبيّة في منطقتك.
اعرف المزيد عن المُشاركة في التجارُب السريريّة (باللُغة الإنجليزيّة). شاهِد مقاطع فيديو (باللُغة الإنجليزيّة) يتكَلَم فيها مشاركون في تجارُب سريريّة على داء ألزهايمر عن تجربتهم .
كيف يُؤثِّر داء ألزهايمر على المُخ؟
لا يزال العُلماء مُستمرون في استجلاء ماهية التغيرات المُعقّدة التي تصيب أدمغة مرضى ألزهايمر، والتي قد تبدأ قبل عشر سنوات أو أكثر قبل ظهور الأعراض. تحدُث تغييرات تسمُّميّة في الدماغ خلال هذه المرحلة المبكّرة جدًا من داء ألزهايمر، بما في ذلك تراكُم غير طبيعيّ للبروتينات التي تتشكَّل منها اللويحات النشوانيّة amyloid plaques وتشابُكات تاو tau tangles. تتوقّف العصبونات التي كانت تعمل بشكل صحيّ عن أداء وظيفتها وتفقد اتصالاتها ببقية العصبونات وتموت. يُعتقد أن الكثير من التغيّرات تلعب أيضًا دورًا في تطوّر داء ألزهايمر.
يبدو أن الضرر يبدأ أولًا في الحُصين hippocampus والقِشْرَةُ الشَّمِّيَّةُ الدَّاخِلِيَّة entorhinal cortex وهي أجزاء من الدماغ ذات أهميّة جوهريّة في تكوين الذكريات. مع موت المزيد من العصبونات، تتأثّر أجزاء إضافيّة من الدماغ وتبدأ في الانكماش. وعندما يبلُغ داء ألزهايمر مراحله النهائيّة يكون نطاق الضرر قد انتشر كثيرًا ويكون حجم الدماغ قد انحسر بشكل كبير.
أعراض وعلامات داء ألزهايمر
عادة ما تكون مشاكل الذاكرة (باللُغة الإنجليزيّة) هي أول علامة تُشير إلى حدوث خلل معرفيّ مُرتبط بداء ألزهايمر. بعض الأشخاص ضِعاف الذاكرة مُصابون بحالة طبيّة اسمها الخلل المعرفيّ الخفيف (باللُغة الإنجليزيّة). الأشخاص المُصابون بالخلل المعرفيّ الخفيف ذاكرتهم أضعف مما هو طبيعيّ بالنسبة إلى عُمرهم ولكن أعراضهم لا تتعارض مع حياتهم اليوميّة. كذلك تم الربط بين الخلل المعرفيّ الخفيف ووجود صعوبات حركية ومشاكل تتعلّق بحاسّة الشَم (باللُغة الإنجليزيّة). كبار السن المُصابون بالخلل المعرفيّ الخفيف أكثر عُرضة لتطوّر داء ألزهايمر لديهم ولكن هذا لا يحدث للجميع، فبعضهم يسترجعون قُدراتهم المعرفيّة الطبيعيّة.
تختلف أعرَاض داء ألزهايمر الأولى من شخص إلى آخر، فقد يظهر هذا الداء لدى الكثير من المرضى في مراحله المُبكرة جدًا كمشاكل معرفيّة لا تتعلّق بالذاكرة. على سبيل المثال، صعوبة في العثور على الكلمات أو مشاكل تتعلّق بالرؤيّة/الحيِّز أو ضعف في القُدرة على الاستدلال أو المُحاكمة. يدرُس الباحثون الواسمات البيولوجيّة (باللُغة الإنجليزيّة) (وهي علامات بيولوجية تظهر في صور الدماغ وفي السائل الدماغيّ النُخاعيّ وفي الدم ويُستدل بها على وجود المرض) وهذا لاكتشاف التغيّرات التي تظهر في وقت مُبكر جدًا في أدمغة الأشخاص المُصابين بالخلل المعرفيّ الخفيف وأدمغة الأشخاص ذوي القُدرات المعرفيّة الطبيعيّة الذين قد تكون مخاطر إصابتهم بداء ألزهايمر أعلى. هناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث قبل التمكن من استعمال هذه التقنيات على نطاق واسع وبشكل روتينيّ لتشخيص داء ألزهايمر في عيادة مُمارس الرعاية الصحيّة.
مراحل داء ألزهايمر
داء ألزهايمر الخفيف
كُلما تفاقم داء ألزهايمر، زاد فُقدان المُصابين به للذاكرة وزادت الصعوبات المعرفيّة الأُخرى التي يُعانون منها. قد تضُم المشاكل: التجوّل بلا مقصد (باللُغة الإنجليزيّة) والضياع، وصعوبة التعامُل مع المال ودفع الفواتير (باللُغة الإنجليزيّة)، وتكرار الأسئلة، واستغراق فترات أطول لأداء المهام اليوميّة العاديّة، و تغيّر الطباع والسلوك (باللُغة الإنجليزيّة). عادة تُشخص الحالة في هذه المرحلة.
داء ألزهايمر مُتوسِّط الشِدّة
في هذه المرحلة، يصل الضرر إلى مناطق الدماغ المسيطرة على اللُغة والاستدلال والتفكير الواعي وعلى مُعالجة الإشارات الحِسِّية، مثل القُدرة على إدراك الأصوات والروائح بشكل صحيح. يتفاقم فُقدان الذاكرة والارتباك وتبدأ صعوبة تَعَرُّف الناس على أقاربهم وأصدقائهم. وقد لا يقدرون على تَعَلُّم أشياء جديدة أو أداء مهام مُتعدِّدة الخطوات كارتداء الملابس أو التأقلُم مع المواقف الجديدة. بالإضافة إلى ذلك، يُصاب الناس في هذه المرحلة بـ الهلاوس والأوهام والبارانويا (الزور) (باللُغة الإنجليزيّة) وقد يتصرفون بشكل اندفاعيّ.
داء ألزهايمر الشديد
في نهاية المطاف، تنتشر اللويحات والتشابُكات في كامل الدماغ وينكمش النسيج الدماغيّ بشكل مُلفِت. لا يقدر الأشخاص المُصابون بداء ألزهايمر الشديد على التواصُل ويعتمدون اعتمادًا كاملًا على العناية التي يتلقونها من الآخرين. قُرب انتهاء الحياة (باللُغة الإنجليزيّة)، قد يكون الشخص مُلازمًا للفراش غالبًا أو دائمًا فيما يتوقف الجسم عن العمل.
ما أسباب داء ألزهايمر؟
في السنوات الأخيرة، أحرز العُلماء تقدّمًا مُذهلًا في فهم داء ألزهايمر ولا تزال قوة الدفع تنمو وتنمو. إلا أن فهم العُلماء لا يزال قاصرًا فيما يتعلّق مُسبّبات داء ألزهايمر (باللُغة الإنجليزيّة). على الأرجح، تضُم الأسباب مجموعة مُشتركة من التغيّرات الدماغيّة المرتبطة بالعُمر، وهذا إضافةً إلى عوامل جينيّة وبيئيّة وعوامل مُتعلّقة بنمط الحياة. قد تختلف أهمّية أي من هذه العوامل في زيادة أو نقصان مخاطر الإصابة بداء ألزهايمر من شخص إلى آخر.
المبادئ الأساسيّة لداء ألزهايمر
يُجري العُلماء دراسات لمعرفة المزيد عن اللويحات والتشابُكات والسمات البيولوجيّة الأُخرى لداء ألزهايمر. كما أعطى التقدُّم الذي حدث في تقنيات تصوير الدماغ الباحثين القُدرة على رؤيّة تطوّر وانتشار المادة النشوانية وبروتينات تاو غير الطبيعي في الدماغ الحيّ وكذلك أصبح الباحثون قادرين على رؤية التغيرات التي تطرأ على شكل الدماغ ووظيفته. فالعُلماء يستكشفون الآن الخطوات الأولى لتطوّر المرض من خلال دراسة تغيّراتٍ تطرأ على الدماغ والسوائل الجسديّة يُمكن لهم التعرُّف عليها قبل ظهور أعراض داء ألزهايمر بسنوات. ستُساعد نتائج هذه الدراسات في تحسين فهمنا للأسباب المؤدية لداء ألزهايمر ما سيسهّل تشخيصه.
أحد أكبر ألغاز داء ألزهايمر هو لماذا يُصيب كبار السن غالبًا، وتتحرى الأبحاث التي تدرس تقدّم عمر الدماغ الطبيعي هذا السؤال. فعلى سبيل المِثال، يستكشف العُلماء كيف يُمكن للتغيّرات الدماغية الناجمة عن تقدّم السنّ أن تضر بالعصبونات وتؤثِّر على الأنواع الأخرى من خلايا الدماغ وكيف يُساهم ذلك في الأذى الذي نُلاحظه لدى مرضى ألزهايمر. تضُم هذه التغييرات المُتعلّقة بتقدُم السن ضُمور (انكماش) أجزاء مُعيّنة من الدماغ، والالتهاب، وضرر يلحق بالأوعية الدمويّة، وإنتاج لجُزيئات غير مُستقرّة اسمها الجذور الحُرّة، واختلال وظيفة المُتقَدِّرات (الميتوكوندريا) والذي ينتُج عنه فشل في إنتاج الطاقة داخل الخليّة.
الخلفية الجينيّة لداء ألزهايمرر
ي مُعظم الحالات، لا يكون لداء ألزهايمر سبب جينيّ وحيد. بل هُناك على الأرجح جينات مُتعدِّدة تتفاعل مع عوامل بيئية وعوامل تتعلَّق بنمط الحياة. قد تزيد أو تُقلِّل التغيّرات الجينيّة، أو التفاوتات الجينيّة كما نُسميها، من مخاطر تطوُّر هذا الداء لدى شخص ما.
فالعُلماء قد تعرّفوا حاليًا على أكثر من 70 منطقة جينيّة مُرتبطة بداء ألزهايمر، إلا أنه حتى الآن لا يتجاوز عدد التفاوتات الجينية المعروف أنها تُسبِّب المرض ثلاثة. على الرغم من ندرة ذلك، إلا أنه عندما يرث شخص ما نُسخة معدّلة من أحد هذه الجينات الثلاثة (APP أو PSEN1 أو PSEN2) تكون أرجحية إصابته بداء ألزهايمر قبل سن 65 عامًا، وأحيانا قبل ذلك بكثير، أعلى.
كذلك الأشخاص المُصابون بمتلازمة داون أكثر عُرضة لتطوّر داء ألزهايمر مُبكرًا. سبب مُتلازمة داون هو وجود نُسخة إضافية من الصبغيّ (الكروموزوم) 21 لدى الشخص وهو الصبغيّ الذي يحمل الجين APP الذي يُنتج البروتين المُنشئ للمادة النشوانية. عندما يزيد إنتاج هذا البروتين عن اللازم، تتراكم في دماغ الشخص لويحات من المادة النشوانية بيتا (beta-amyloid plaques). توحي التقديرات أن أعراض داء ألزهايمر ستُصيب أكثر من 50% من الأشخاص الذين يعيشون مع مُتلازمة داون وهُم في الخمسينات والستينات من العُمر.
من المعروف أن هُناك تفاوت آخر في الجين APOE يتخذ أشكالًا مُختلفة يُؤثِّر على مخاطر الإصابة بداء ألزهايمر. على وجه التحديد، يزيد APOE ε4 من مخاطر تطوّر داء ألزهايمر لدى الشخص وكذلك يزيد من مخاطر ظهوره مُبكرًا لدى شرائح سُكّانية مُعيّنة. أما APOE ε2، فهو قد يمنح الشخص درجة ما من الحماية من داء ألزهايمر.
تلعب التغيرات التي تُصيب جينات مُختلفة بالإضافة إلى عوامل أُخرى طبيّة بيولوجيّة وبيئيّة وعوامل تتعلّق بنمط الحياة أدوارًا مُحتملة في تطوّر داء ألزهايمر لدى الأشخاص. ولكننا لا نزال لا نعرف بشكل حاسم إذا كان شخص ما سيُصاب بالمرض أم لا.
للمزيد من المعلومات عن أبحاث ألزهايمر الجينيّة، زُر ورقة الحقائق الخاصة بجينات داء ألزهايمر (باللُغة الإنجليزيّة).
العوامل الصحيّة والبيئيّة وتلك المُتعلّقة بنمط الحياة
توحي الأبحاث بأن كثيرًا من العوامل غير الجينيّة قد تلعب دورًا في تطوّر داء ألزهايمر وفي مساره. فُهناك، على سبيل المثال، اهتمام كبير بالعلاقة التي تربط بين التدهور المعرفيّ وبين حالات طبيّة تتعلّق بالأوعية الدمويّة مثل: أمراض القلب (باللُغة الإنجليزيّة) والسكتة الدماغيّة (باللُغة الإنجليزيّة) وارتفاع ضغط الدم (باللُغة الإنجليزيّة) وكذلك بينه وبين أمراض استقلابية مثل داء السُكري (باللُغة الإنجليزيّة) والبدانة. ستُساعدنا الأبحاث الجارية الآن على فهم كيف يُمكن أن يؤدي تخفيض العوامل التي تزيد من مخاطر (باللُغة الإنجليزيّة) حدوث هذه الحالات الطبيّة إلى تخفيض مخاطر الإصابة بداء ألزهايمر أيضًا.
وُجِد أن النظام الغذائيّ الغنيّ (باللُغة الإنجليزيّة) والنشاط البدنيّ (باللُغة الإنجليزيّة) و الانخراط الاجتماعيّ (باللُغة الإنجليزيّة) والقيام بأنشطة مُنبِّهة للذهن مُرتبطة كُلها بالحفاظ على صحة الناس وهُم يتقدمون في العُمر. قد تُساعد هذه العوامل كذلك على تخفيض التدهور المعرفيّ ومُكافحة داء ألزهايمر. يختبر الباحثون الآن بعضًا من هذه الاحتمالات في تجارُب سريريّة.
كيف يُشخص داء ألزهايمر؟
يستخدم الأطباء عدة طُرُق وأدوات لتساعدهم على تقرير ما إذا كان الشخص ضعيف الذاكرة مُصاب بداء ألزهايمر أم لا.
قد يقوم الأطباء بعمل ما يلي كي يُشخِّصوا داء ألزهايمر:
- الاستفسار من الشخص أو قريبه أو صديقه عن صحته العامّة، وعما يستخدمه من أدوية تُصرف بدون وصفة طبيّة، وعن الحمية الغذائية التي يتبعها، وعن المشاكل الطبيّة التي تعرّض لها في السابق، وعن قُدرته على أداء أنشطته اليومية، وعن التغيُّرات التي طرأت على سلوكه وشخصيّته.
- إجراء اختبارات لتبيان قُدرته على التذكُّر وحلّ المُشكلات والانتباه والقيام بالأعمال الحسابية واستعمال اللُغة.
- طلب فحوص دم وبول وغير ذلك من الاختبارات الطبيّة القياسيّة وهذا لمُساعدتهم في التعرُّف على أسباب أُخرى مُحتملة للمُشكلة التي يُعاني منها.
- إخضاع الشخص لاختبارات تُحدِّد ما إذا كان مُصابًا بالاكتئاب أو بحالة نفسيّة أُخرى تُسبّب أعراضه أو تساهم في حدوثها.
- جمع عينة من السائل الدماغيّ النُخاعيّ (CSF) من خلال البزل (الوخز) القطني لقياس مستويات البروتينات المُرتبطة بداء ألزهايمر وأنواع الخَرَف المُشابهة.
- تصوير الدماغ بالأشعة المقطعيّة المُحوسبة (CT) أو بالرنين المغناطيسي (MRI) أو بالأشعة المقطعيّة بالإصدار البوزيتروني (PET)، وهذا لدعم تشخيص داء ألزهايمر أو لاستبعاد الأسباب الأُخرى التي قد تسبب ظهور الأعراض.
قد تُكرَّر هذه الاختبارات لإعطاء الأطباء معلومات عن الطريقة التي تتغيّر بها ذاكرة الشخص ووظائفه المعرفيّة مع مرور الوقت.
ينبغي على الأشخاص القلقين بشأن ذاكرتهم وتفكيرهم أن يتحدثوا مع أطبائهم ليعرفوا ما إذا كانت أعراضهم ناجمة عن داء ألزهايمر أو سبب آخر، على سبيل المثال: السكتة الدماغية (باللُغة الإنجليزيّة)، وجود ورم، داء باركنسون (باللُغة الإنجليزيّة)، مشاكل تتعلّق بالنوم (باللُغة الإنجليزيّة)، تأثيرات جانبية لأحد الأدوية (باللُغة الإنجليزيّة)، عدوى، أو نوع آخر من الخَرَف (باللُغة الإنجليزيّة). بعض هذه الحالات الطبيّة قابل للعلاج وقد يكون بعضها قابلًا للشفاء.
إذا كان التشخيص هو داء ألزهايمر (باللُغة الإنجليزيّة) فقد يُساعد بدء العلاج في أقرب وقت مُمكن خلال مسار المرض على الحفاظ لفترة أطول على قُدرة الشخص على الأداء. كما يُساعد كذلك التشخيص المُبكر الأُسر على التخطيط للمُستقبل. فهو يُمكِّنهم من الاعتناء بـ الأمور الماليّة والقانونيّة (باللُغة الإنجليزيّة) والتعامُل مع احتمالية وقوع المسائل المُتعلّقة بالسلامة (باللُغة الإنجليزيّة) والاستعلام عن ترتيبات معيشيّة (باللُغة الإنجليزيّة) وإنشاء شبكات داعِمة.
بالإضافة إلى ما سبق ذِكره، يُعطي التشخيص المُبكر الأشخاص فُرصًا أعلى للمُشاركة في تجارُب أو دراسات سريريّة تُختبر فيها علاجات جديدة مُحتملة لداء ألزهايمر.
للمزيد من المعلومات، زُر كيف يُشخص داء ألزهايمر؟ (باللُغة الإنجليزيّة)
كيف يُعالج داء ألزهايمر؟
داء ألزهايمر مُعقَّد وبالتالي فمن غير المُرجَّح أن يعالج (باللُغة الإنجليزيّة) بنجاح عقار واحد أو نوع من التدخُّلات المرض لدى كُل الأشخاص الذين يعيشون معه. من خلال تجارُب سريريّة جارية، يُطوّر العُلماء ويختبرون عِدّة تدخُّلات علاجيّة مُحتملة.
ليس هُناك علاجٌ شاف لداء ألزهايمر الآن، ولكن هناك أدوية يتم تطويرها لعلاج ترقّي المرض من خلال استهداف أسبابه الكامنة. كما إن هُناك أدوية قد تحسّن أو تؤدي لاستقرار مؤقت في الذاكرة والمهارات الذهنية لدى بعض الناس وقد تساعد هذه الأدوية في السيطرة على أعراض ومشاكل سلوكية مُعيّنة.
بالإضافة إلى ذلك، قد يتعرّض كذلك الأشخاص الذين يعيشون مع داء ألزهايمر إلى الأرق (باللُغة الإنجليزيّة) والاكتئاب والقلق والهياج (باللُغة الإنجليزيّة) وأعراض سلوكية ونفسيّة أُخرى. مازال العُلماء يُجرون أبحاثًا لتحرّي سبب ظهور تلك الأعراض ويستكشفون أدوية جديدة واستراتيجيات غير دوائيّة للسيطرة عليها. تُشير نتائج الأبحاث إلى أن مُعالجة هذه الأعراض قد تجعل أولئك الذين يُعيشون مع داء ألزهايمر وكذلك الأشخاص الذين يعتنون بهم يشعرون بمزيد من الراحة. قد تُفيد مُضادات الاكتئاب ومُضادات الذُهان ومُضادات القلق بعض الناس الذين يُعيشون مع داء ألزهايمر ولكن الخُبراء يُجمعون على ضرورة عدم استعمال هذه الأدوية إلا بعد تجربة استراتيجيات أُخرى لتعزيز الراحة الجسدية والعاطفية كتجَنُّب المواقف التي تُعرِّض هؤلاء الناس للضغوط النفسية والعصبية. من المُهم التحدُّث مع طبيب (باللُغة الإنجليزيّة) عن ماهية العلاج الذي قد يكون أكثر نجاعة لحالتكم بعينها.
للمزيد من المعلومات، زُر كيف يُعالج داء ألزهايمر؟ (باللُغة الإنجليزيّة)
التجارُب السريريّة التي تدرس علاجات داء ألزهايمر
هُناك حاجة لمُشاركة مُتطوعين في التجارُب السريريّة التي تُختبر فيها أساليب علاج داء ألزهايمر. من خلال مُشاركتكم في هذه الدراسات، قد تُساعدون العُلماء على اكتشاف علاجات جديدة لداء ألزهايمر وقد تُساهمون في مُساعدة الناس الذين يُعيشون مع داء ألزهايمر.
كيف تعثُر على تجارُب سريريّة بالقُرب منك (باللُغة الإنجليزيّة)
دعم عائلات المُصابين بداء ألزهايمر والأشخاص الذين يعتنون بهم
يمكن أن تكون العناية بالشخص المصاب بداء ألزهايمر مُكلفة جسديًا وعاطفيًا وماليًا. إن متطلبات العناية اليومية وتغيُّر الأدوار التي يؤديها كُل شخص داخل الأُسرة والقرارات المتعلقة بإيداع المُصابين بهذا الداء في دور الرعاية قد تكون صعبة. يدعم المعهد الوطنيّ للشيخوخة (NIA) الجهود المبذولة لتقييم البرامج والاستراتيجيات والمُقاربات والأبحاث الأخرى الهادفة لتحسين جودة الرعاية التي يتلقاها المُصابون بالخَرَف وتحسين جودة حياتهم وحياة الأشخاص الذين يعتنون بهم.
التعرّف جيدًا إلى هذا الداء يُمثّل إحدى الإستراتيجيات طويلة الأمد المهمة. يُمكن أن تساعد البرامج التي تثقّف العائلات حول المراحل المختلفة لداء ألزهايمر وطرق التعامل مع السلوكيات الصعبة وغيرها من التحديات التي يواجهها الناس الذين يعتنون بالمُصابين بهذا الداء.
مهارات التأقلم الجيدة، وشبكة الدعم القوية، وتوفّر دور الاعتناء المؤقت respite care كُلها قد تساعد الأشخاص الذين يعتنون بأحبائهم المُصابين بداء ألزهايمر على تحمُّل العبء المُلقى على عاتقهم. على سبيل المثال، المواظبة على النشاط البدنيّ تُحقِّق فوائد جسدية وعاطفية.
وجد بعض الأشخاص الذين يعتنون بالمرضى أن الانضمام لإحدى مجموعات الدعم كان لهم بمثابة شريان حياة، فمجموعات الدعم تُعطي الأشخاص الذين يعتنون بالمرضى ملاذًا لإيجاد راحتهم النفسية والتعبير عن مخاوفهم ومُشاركة تجاربهم والحصول على النصائح المُفيدة وتلقي الراحة العاطفية. ترعى العديد من المنظمات مجموعات الدعم التي تجتمع في لقاءات شخصية أو عبر شبكة الإنترنت، بما في ذلك المجموعات المُخصَّصة للأشخاص المصابين بمراحل مُبكرة من داء ألزهايمر وعائلاتهم.
للمزيد من المعلومات زُر الاعتناء بالمُصابين بداء ألزهايمر (باللُغة الإنجليزيّة).
This content is provided by the NIH National Institute on Aging (NIA). NIA scientists and other experts review this content to ensure it is accurate and up to date.